کد مطلب:174225 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:285

آلیة الارتباط
ماساة الطف هی حلقة الارتباط ، ولولا امثال هذه الایام لانقطع الخط ، فهی تستقطب عواطف الجمهور و احاسیسهم وحبّهم و... وهذه العواطف والمشاعر هی آلیة الارتباط و المحافظة علی قوة وحیوة وفاعلیة الارتباط .

والإحیاء السنوی لذكری الحسین (ع) والبكاء وإقامة مجالس العزاء، و خروج مواكب العزاء فی الشوارع ماهی إلاّ و سائل تعبیر عن هذه العاطفة القویة التی یشعر بها المسلمون تجاه سید الشهداء (ع)، ولابدّ من هذه العاطفة ولابدّ من التعبیر عن هذه العاطفة للإبقاء علی ارتباط الاُمّة بكوكبة شهداء كربلاء، ولولا هذا الزخم العاطفی القوی لم تبق الثورة قویة و فاعلة فی وجدان الاُمة إلی الیوم ، ولذلك اكّد اهل البیت : اهمیة إقامة مجالس العزاء و تشجیع المسلمین علی البكاء علی مصاب الحسین (ع)...ولكن ذلك كلّه ـ و رغم اهمیته الكبیرة ـ لیس هو المیراث .

إن ّ طریقة التعبیر عن عواطفنا تجاه مصاب الحسین (ع) شی ء، و مادة الارتباط و المواریث التی نرثها من الحسین (ع) شی ء آخر، ولئن كانت الاُولی تُعدّ للثانیة و تؤهل الإنسان لها فهی بالتاكید غیر الثانیة ، و هذه العواطف و المجالس وسیلة و اداة لتحقیق و تفعیل تلك المواریث فی حیاتنا وتاریخنا، وإن كان بعض المؤمنین یتصورون ان الارتباط بالحسین (ع) هو فی إقامة المجالس و البكاء و خروج المسیرات الحسینیة .

إن ّ زیارة (وارث ) تبیّن لنا ان واقع و حقیقة الارتباط بالحسین (ع) بالمواریث التی نرثها منه (ع)، كما ان ارتباط الحسین (ع) بالانبیاء بالمواریث التی ورثها من آدم و نوح و إبراهیم و موسی وعیسی (ع) و المصطفی (ص) و المرتضی (ع)، و هذا هو میراث الحسین (ع) من الانبیاء (ع) ومیراثنا من الحسین (ع)، فكما ورث ابوعبدالله الحسین (ع) مواریث الدعوة والجهاد من سلفه الطاهر كذلك نرث نحن هذا المیراث الإلهی الكبیر من الحسین .

و هی هی حقیقة الارتباط و حقیقة الوارثة .

ویوم الطف هو واسطة العقد بیننا وبین هذه المسیرة الحضاریة الربّانیة الكادحة علی وجه الارض ، وبقدر ما نحمل من رسالة الحسین (ع) و دعوته و جهاده و مواقفه الشامخة الصلبة یكون ارتباطنا بالحسین و علاقتنا بیوم الطف ؛ و عند ذلك یسهل قیاس الارتباط و العلاقة بكربلاء،فإن المقاییس واضحة لا تقبل الخطا.